بحـث
المواضيع الأخيرة
قصة الغرفة المقابلة الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
قصة الغرفة المقابلة الجزء الثانى
خلت العجوز مخادعًا, لاحظ الأمر على الفور, فقال لي بهدوء:
- عند بزوغ الفجر أكون قد غادرت, ولا أدري ما ستكون وجهتي, أنت ستحلّ مكاني, ذلك هو القانون السائد هنا. لا تضيّع وقتك وأنت تجرّب سبيلاً للهروب. في كل مرة تحاول فيها فتح الباب ستنام لا محال. ويتعين عليك في كل ليلة أن تنسخ الكتب المكدّسة على الجدران على أوراق لا تنفكّ تتجدد. لا أدري مَن يبدلها. ستجدها في كل مساء على مكتبك مكان العمل الذي أتممته البارحة والذي يكون قد اختفى. أعلم أنّ ذلك منافٍ للعقل. أضف إلى ذلك أن هذه الكتب عارية من الاهتمام. فهي مجرّد معاجم وقواميس.
غرق العجوز في كنبته في تأمل عميق ثم قال:
- لقد فكرت مطوّلاً في القدر الذي كُتب لنا. برأيي تشكّل هذه الغرفة صلة الوصل بين عالمين, نوعًا من شبّاك إذا أردت. أجل, أظننا نقوم بالدور المتواضع للموظفين المخبرين لمصلحة مَن يعيشون في عالمٍ آخر, لابدّ من وجود غيرنا, الآلاف غيرنا, في كلّ مكان تقريبًا.
نهضت وقد عزمت على الهرب. لا أذكر أنني وصلت إلى الباب. استيقظت وأنا جالس أمام المكتب القديم. وسمعت صوتًا غريبًا يقول من ورائي:
- خيرٌ لك أن تعمل بجدية. في كل مرة تحاول فيها أن تُضرب عن العمل سيصيبك صداع أليم. عمت مساءً يا سيدي.
نظرت خلفي. كنت لوحدي. ولم أكف بتاتًا حتى يومنا هذا عن البقاء وحيدًا, وعن العمل. أما شقتي التي تقع في الناحية المقابلة من الشارع, فيسكنها الآن زوجان شابان لا يهتمان كثيرًا بالنظر عبر النافذة.
إن كنتم لا تصدقون قصتي, إن كنتم تشكّون في وجودي الفعلي, إن أردتم أخيرًا البراهين, لا يسعني إلا أن أقول لكم: اصعدوا إلى الطابق السابع, الرقم ثمانية, في شارع (الجنّة), وادفعوا الباب.
إنني بانتظاركم.
رئيس الادارة
- عند بزوغ الفجر أكون قد غادرت, ولا أدري ما ستكون وجهتي, أنت ستحلّ مكاني, ذلك هو القانون السائد هنا. لا تضيّع وقتك وأنت تجرّب سبيلاً للهروب. في كل مرة تحاول فيها فتح الباب ستنام لا محال. ويتعين عليك في كل ليلة أن تنسخ الكتب المكدّسة على الجدران على أوراق لا تنفكّ تتجدد. لا أدري مَن يبدلها. ستجدها في كل مساء على مكتبك مكان العمل الذي أتممته البارحة والذي يكون قد اختفى. أعلم أنّ ذلك منافٍ للعقل. أضف إلى ذلك أن هذه الكتب عارية من الاهتمام. فهي مجرّد معاجم وقواميس.
غرق العجوز في كنبته في تأمل عميق ثم قال:
- لقد فكرت مطوّلاً في القدر الذي كُتب لنا. برأيي تشكّل هذه الغرفة صلة الوصل بين عالمين, نوعًا من شبّاك إذا أردت. أجل, أظننا نقوم بالدور المتواضع للموظفين المخبرين لمصلحة مَن يعيشون في عالمٍ آخر, لابدّ من وجود غيرنا, الآلاف غيرنا, في كلّ مكان تقريبًا.
نهضت وقد عزمت على الهرب. لا أذكر أنني وصلت إلى الباب. استيقظت وأنا جالس أمام المكتب القديم. وسمعت صوتًا غريبًا يقول من ورائي:
- خيرٌ لك أن تعمل بجدية. في كل مرة تحاول فيها أن تُضرب عن العمل سيصيبك صداع أليم. عمت مساءً يا سيدي.
نظرت خلفي. كنت لوحدي. ولم أكف بتاتًا حتى يومنا هذا عن البقاء وحيدًا, وعن العمل. أما شقتي التي تقع في الناحية المقابلة من الشارع, فيسكنها الآن زوجان شابان لا يهتمان كثيرًا بالنظر عبر النافذة.
إن كنتم لا تصدقون قصتي, إن كنتم تشكّون في وجودي الفعلي, إن أردتم أخيرًا البراهين, لا يسعني إلا أن أقول لكم: اصعدوا إلى الطابق السابع, الرقم ثمانية, في شارع (الجنّة), وادفعوا الباب.
إنني بانتظاركم.
رئيس الادارة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 11:24 am من طرف Admin
» الرحلات الجوية المتكررة تؤثر على الجسم
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:47 pm من طرف Admin
» اختبارات تحدد مسؤوليه بكتيريا هليوباكتر عن قرحه المعدة
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:44 pm من طرف Admin
» دراسة ايطالية تناقش الحد العمري الأعلى للمتبرع بالكبد
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:41 pm من طرف Admin
» "شم الورد" يقوي الذاكرة ويحسن التعلم
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:40 pm من طرف Admin
» الليزر ليس فعالا في علاج حب الشباب
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:38 pm من طرف Admin
» بدانة الحامل ترتبط بمضاعفات ولادية كالسكري!!!!!!!!!!!!!
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:37 pm من طرف Admin
» تمزق الغضروف الهلالي
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:27 pm من طرف Admin
» الكسور عند الأطفال
الأحد ديسمبر 07, 2008 1:25 pm من طرف Admin